الاثنين، 30 ديسمبر 2013

البيئه صانعة الانسان (ذوق التعامل )

 ان البيئه هي صانعة الانسان وهي كل 
شئ فلن اكون مبالغا في هذا الوصف .. واعني بالبيئة هنا بالدرجة الاولى بيئة الاسرة 
فهي الاكثر تأثيرا في حياة ابنائنا .. وتتكون البيئة الاسرية من عدة خصال كشخصية 
افرادها والقيم التي يحملونها واسلوب الحياة فيما بينهم والجانب المهم والذي يهمنا
كثيرا في هذا الموضوع هو نوعية العلاقات القائمة بينهم وطريقة تعاملهم مع بعضهم
البعض ... فاذا احسنا الوالدين تربية ابنائهم التربية الصحيحه القائمة على حسن
التعامل فيما بينهم واحترام كلا منهم الاخر كان ذلك قد انعكس على شخصيتهم عند
تعاملهم مع الاشخاص الاخرين .. اما اذا كان سلوك الوالدين في التعامل داخل
الاسرة غير سوي او غير مهذب فان بقية افراد الاسرة سيكون تعاملها مع الاخرين
سواء داخل المنزل او خارجه صوره مماثله لهذا السلوك الوالدي .

ولكن سؤالي هنا هل تفرض قيمنا وادابنا واخلاقياتنا على ابنائنا ؟ في الحقيقة انه
لايمكن ان نفرض على ابنائنا تلك القيم والاداب والاخلاقيات بصورة جبرية او تحت
ضغوط معينه كما يتصور البعض .. ولكن اذا اردنا ان ننقل لهم تلك السلوكيات الجميله فان
علينا ان نجذبهم تجاهنا بحيث يرو في افعالنا وسلوكنا مكان اعجابهم بما نسلكه من
تعامل حسن ومهذب وما نجنيه من ردود افعال من قبل الاخرين تجعلهم يميلون الى تقليدنا . 

اخي الكريم لايخفى على الجميع مدى اهمية الوالدين في ترسيخ تلك العبارات في
اذهان ابنائهم لتكون قاعده عند تعاملهم ولهذا يقال بان الاسرة الفقيرة ليست هي
التي تقطن في منزل متواضع وانما هي التي لايرى ابنائها في ابائها شئ يملأ
العين من سلوك او صفات حسنه .. ولهذا علينا ان لانلوم بعض افراد مجتمعنا
عندما لانرى منهم تعاملا حسنا مع الاخرين حيث يغيب عن المجتمع
تلك العبارات البسيطه ذات المعاني الكبيره والراقيه .

اود ان اوكد في هذا المقام بانه لابد لنا ان نعرف اننا جزء من العالم بما فطر
الله عليه البشر من طبائع .. فهناك مشترك ثقافيا بين جميع الامم والمتمثل في
القيم والاخلاق والاداب .. فتلك العبارات التي انت اشرت لها ليست صفة لافراد
مجتمع او مجتمعات معينه وانما هي عبارات عامه مطلوبه من كل فرد في
أي مجتمع كان عند تعامله مع الاخرين وهي سلوك تربوي راقي يدل على مدى
تطور المجتمعات ثقافيا ... والذي اعنيه ان هذه العبارات لاترتبط بدين اوعقيده
وانما هي مرتبطه بالتربية ارتباطا وثيقا والا لما رأينا هذه السلوكيات لدى
الغرب الذين يعتنقون ديانات غير الاسلاميه بينما نحن نفتقدها في مجتمعاتنا
الاسلاميه .

اخيرا يجب علينا كمربين ان نرسم من خلال سلوكنا اليومي سلوك ابنائنا
وان نجعل الفجوه ضيقه بين مانقوله وما نفعله من سلوك فلا نطلب من
ابنائنا الالتزام ببعض الفضائل والتقيد ببعض السلوكيات الجيده والحسنه
ونحن لانلتزم بها فاننا هنا سنجعل تربيتنا لابنائنا صعبه وعقيمه ومخيبة
للآمال .