كيف تضاعف قدراتك الذهنية على التعلم.. إدارة العقل
لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على (200 بليون) خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية، لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي (100 بليون) معلومة، والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف، لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز (300 ميل) في الساعة وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العالم قطار الرصاصة، لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة وهو ما يتواري منه أعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً، الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية: إن معظمنا لا يستخدم -بحكم العادة- سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية، وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث "سانفورد" بنسبة (10%) فقط.
لقد أعطانا الله -سبحانه وتعالى- عقولاً مذهلة، وقدرات ذهنية غير عادية، وصدق الله إذ يقول: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)[التين:4]، فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا، ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر، ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة، وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم، والحقيقة غير ذلك تماماً حيث يتعين عليك التعلم بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك، والقيام بأعبائها.والذي نحب أن نطمئن به الإخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية، وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية؛ فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهوداً مضاعفاً؛ فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققاً ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.ووفقا للتجارب التي أجراها العالم "آلان جيفنر" مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [eeg] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة.وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم، ويجدون في التعلم صعوبة شديدة، ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة.السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها.السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم، إننا نادراً ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم، وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدماً الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات، والوزن، والتوازن، وقوة الدفع؛ لقد تعلمت الكلام مستخدماً الآلاف من الكلمات، وعشرات من القواعد المعقدة؛ لقد تعلمت القراءة والكتابة، والعمليات الحسابية، وكثيراً من العلوم وكثيراً من الخبرات مما يجعلك حقاً متعلماً بارعاً.وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقاً أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم، وحلها ببساطة أن توقن أنك حقاً متعلم بارع.وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي:* جمل سلبية:
1- التعلم مثير للضجر.
2- لست متعلماً جيداً.
3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع.
4- لن أتذكر ما أتعلمه.* جمل إيجابية:
1- التعلم مفيد جداً وفيه إثارة كبيرة.
2- لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع.
3- تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
4- لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة.* حالة التعليم المثلى:هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك، وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فوراً، ودون أي جهد، بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية، وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء "قمة الأداء"، ويسميها البعض الآخر "حالة التدفق".قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل، ولكن إذا استعرضت شريط حياتك؛ فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل أنك كنت في مثل هذه الحالة، ولكن المشكلة أنها نادراً ما تأتي، ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة للوصول إلى حالة التعلم المثلى.ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى:- الخطوة الأولى: التنفس العميق:هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل، فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ، كما يعمل على استرخاء الجسد، وتخليص العقل من التوتر.- الخطوة الثانية: الاسترخاء:يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك.- الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية:فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماماً كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر، مثال للتوكيدات: "إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد"، "إنني أجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله".- تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى:- أولاً: التنفس العميق:
1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة، وأرخ عضلات بطنك.
2- تنفس بشكل طبيعي وسهل، [من الطبيعي أن تتحرك يداك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن].
3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة، [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك].
4- أمسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة، [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك].
5- كرر الخطوات من (3- 5) خمس مرات.- ثانياً: الاسترخاء:
1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف.
2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقاً وزفيراً عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام، حاول الملاحظة في هدوء.- ثالثاً: التوكيدات الإيجابية:
1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء.
2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى.
3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة بصوت مسموع، وهادئ وواضح.
4- فيما يلي هذه العبارات:• "إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد".• إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله.• "سوف أتعلم بسهولة وتعمق إن شاء الله".- إجادة مراحل التعلم الثلاثة:تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل التعلم، مرحلة أثناء التعلم، مرحلة بعد التعلم، وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم.أولاً: مرحلة قبل التعلم:يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي الذي عليك فعله قبل التعلم، فالإعداد يمثل (90%) من كل شيء، وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة فقد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة، ولكن يسبق ذلك شهوراً وربما سنوات من الإعداد، وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق، وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين:
1- مراجعة ما تعرفه سابقاً عن المجال الذي تريد أن تتعلمه: فمثلاً: إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق، ووسائل، وأقسام، وأنواع... وهكذا.
2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم: وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة، فمثلاً: ضع سؤالاً مثل: "كيفية بناء روح فريق قوي في العمل؟" "كيفية تحضير العاملين...؟ وهكذا".
3- اسأل نفسك: هل من شيء أستطيع عمله مسبقاً لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم: فمثلاً: من الممكن أن تحدد كتباً معينة نقرأها قبل بداية الماجستير، أو نحضر دورات معينة... وهكذا.ثانياً: مرحلة أثناء التعلم:إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم، ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقاً وغير ممل طريقة: "طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم"، ومعناها: أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية، وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة، وما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان، فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه، ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها.ثالثاً: مرحلة بعد التعلم:أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة، وفترة بعد التجربة؛ يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها، وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك اتباع أسلوب "استثمار المعرفة"، وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر، فهذا الأسلوب يعتمد على أن أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك، ووجدانك أثناء التعلم، ولذا فعندما تقرأ موضوعاً معيناً:
1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعاً عظيماً لنفسك.
2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية.
3- اسأل نفسك: إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف.
4- اسأل نفسك: هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك.
5- اسأل نفسك: إذا كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد.وبعد أيها القارئ الكريم: ما عليك الآن سوى أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل فلن يمر عليك أسبوع واحد -إن شاء الله- حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله.
لماذا لا نتعلم بصورة أفضل في حين يحتوي المخ على (200 بليون) خلية ربما يعادل عدد النجوم في بعض المجرات الكونية، لماذا لا نتذكر بصورة أفضل في حين تستطيع عقولنا أن تحتفظ بحوالي (100 بليون) معلومة، والتي تعادل ما تتضمنه دائرة المعارف، لماذا لا نفكر بصورة أسرع في حين أن أفكارنا تسافر بسرعة تتجاوز (300 ميل) في الساعة وهي سرعة أكبر من أسرع قطار في العالم قطار الرصاصة، لماذا لا نفهم بصورة أفضل في حين أن عقولنا تحتوي على أكثر من تريليون وصلة محتملة وهو ما يتواري منه أعظم الحاسبات الإلكترونية خجلاً، الإجابة على هذه التساؤلات سهلة للغاية: إن معظمنا لا يستخدم -بحكم العادة- سوى جزء بالغ الضآلة من قوانا العقلية، وهو ما يقدر العلماء بمعهد أبحاث "سانفورد" بنسبة (10%) فقط.
لقد أعطانا الله -سبحانه وتعالى- عقولاً مذهلة، وقدرات ذهنية غير عادية، وصدق الله إذ يقول: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)[التين:4]، فلماذا لا نشكر نعمة الله علينا، ونستغل هذه القدرات بصورة أكبر، ومن ناحية أخرى فإن التقدم المذهل الذي نراه اليوم وبخاصة في دنيا المعلومات يجعل الحاجة جبرية لقدرات عقلية متناسبة، وقد يراودك الظن أن انتهاء تعليمك الجامعي يعني نهاية الدراسة والتعلم، والحقيقة غير ذلك تماماً حيث يتعين عليك التعلم بعد نيل شهادة التخرج والتعلم بما يوازي عشرة أضعاف ما درسته في الجامعة لمجرد الحفاظ على وظيفتك، والقيام بأعبائها.والذي نحب أن نطمئن به الإخوة القراء أنه يمكن لأي شخص بسهولة مضاعفة قدراته العقلية، وعندما تتعلم الطرق العلمية البسيطة الموجزة لاستغلال قواك العقلية؛ فإن استخدامك لعقلك بقدر الضعف لا يستنفذ مجهوداً مضاعفاً؛ فأنت ببساطة بالغة تتعلم استخدام عقلك بشكل أكثر كفاءة محققاً ضعف النتائج دون أي زيادة في الطاقة العقلية مقارنة بما قبل ذلك.ووفقا للتجارب التي أجراها العالم "آلان جيفنر" مدير مختبر أجهزة رسم النشاط الكهربي للمخ [eeg] فإن الطاقة المبذولة في وضع خطوط عشوائية دون اكتراث تماثل تلك المستنفذة في رسم لوحة فنية رائعة.وبكل أسف فإن أغلب الناس يفتقدون ضعف قدرتهم على التعلم، ويجدون في التعلم صعوبة شديدة، ويرجع الأمر في ذلك إلى ثلاثة أسباب:السبب الأول: الخبرات التعليمية السلبية بسبب التجارب المريرة في المدارس والجامعات التي تتناول التعليم بطريقة بدائية عتيقة لا تساهم في التعلم بطريقة صحيحة.السبب الثاني: الافتقار إلى تدريب يساعد على تطبيق المواهب التي تعلمتها.السبب الثالث: أن أغلب الناس يركز على الأوقات التي كانت تفشل أثنائها في التعلم، إننا نادراً ما نركز على الجوانب الإيجابية في التعلم، وفي الأشياء التي نجحنا في تعلمها بالفعل.لقد تعلمت المشي وهو عمل فذ مستخدماً الكثير من الحركات والأوضاع البارعة للعضلات، والوزن، والتوازن، وقوة الدفع؛ لقد تعلمت الكلام مستخدماً الآلاف من الكلمات، وعشرات من القواعد المعقدة؛ لقد تعلمت القراءة والكتابة، والعمليات الحسابية، وكثيراً من العلوم وكثيراً من الخبرات مما يجعلك حقاً متعلماً بارعاً.وهكذا نكون قد تغلبنا على أول سلبية كانت تقف عائقاً أمامك في طريق مضاعفة القدرة على التعلم، وحلها ببساطة أن توقن أنك حقاً متعلم بارع.وحتى نضمن أنك تغلبت على هذه السلبية فهناك أربع جمل أساسية سلبية نريدك أن تحولها إلى جمل إيجابية، أنظر الجدول الآتي:* جمل سلبية:
1- التعلم مثير للضجر.
2- لست متعلماً جيداً.
3- لا أستطيع أن أتعلم أو أفهم هذا الموضوع.
4- لن أتذكر ما أتعلمه.* جمل إيجابية:
1- التعلم مفيد جداً وفيه إثارة كبيرة.
2- لقد نجحت في تعلم أشياء كثيرة وأنا بالفعل متعلم بارع.
3- تعلمي لشيء يدل على إمكان تعلم شيء آخر وطالما غيري قد تعلمه فأنا أستطيع أن أتعلمه.
4- لقد تعلمت بالفعل كيف أتذكر الكثير من الأمور الهامة.* حالة التعليم المثلى:هل جربت مرة وشعرت وأنت تتعلم أنك في كامل تركيزك، وأنك تستطيع الحصول على المعلومات فوراً، ودون أي جهد، بل وبدرجة من الابتهاج تجعلك ترغب في مواصلة التحصيل حتى تنهار من شدة التعب؟هل جربت وشعرت أنك في كامل قدراتك العقلية، وما أن تنظر للكلمة حتى تحفظها؟هذه الحالة تسمى حالة التعلم المثلى في حين يسميها بعض العلماء "قمة الأداء"، ويسميها البعض الآخر "حالة التدفق".قد يساورك الشك في أنك لم تخض مثل هذه التجربة من قبل، ولكن إذا استعرضت شريط حياتك؛ فستتذكر لا ريب مرة واحدة على الأقل أنك كنت في مثل هذه الحالة، ولكن المشكلة أنها نادراً ما تأتي، ولذا فالذي تود أن نشترك به أيها الأخ الكريم أنه بإمكانك بتطبيق ثلاث خطوات بسيطة للوصول إلى حالة التعلم المثلى.ثلاث خطوات للوصول إلى حالة التعلم المثلى:- الخطوة الأولى: التنفس العميق:هناك كم هائل من التجارب والبراهين العلمية تؤكد أن بوسع التنفس العميق إيجاد الظروف التي تستند إليها في الأساس جميع تجارب التعلم الأمثل، فالتنفس العميق يزيد من كمية الأكسجين المتاحة للمخ، كما يعمل على استرخاء الجسد، وتخليص العقل من التوتر.- الخطوة الثانية: الاسترخاء:يساعدك على تنقية مخك من الأفكار التي تشتت تركيزك.- الخطوة الثالثة: التوكيدات الإيجابية:فالتوكيدات لها من القوة ما يضمن جعل عقلك يتحول إلى حالة التعلم المثلى تماماً كالقوة الكامنة في الأمر الصادر إلى الحاسب الآلي للانتقال من برنامج إلى آخر، مثال للتوكيدات: "إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد"، "إنني أجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله".- تدريب الوصول إلى حالة التعلم المثلى:- أولاً: التنفس العميق:
1- ضع يدك اليمنى على اليسرى أسفل القفص الصدري مباشرة، وأرخ عضلات بطنك.
2- تنفس بشكل طبيعي وسهل، [من الطبيعي أن تتحرك يداك ولكن الحركة يجب أن تنشأ فقط عن طريق تنفسك وليس عن طريق عضلات البطن].
3- بعد أن تتنفس بشكل طبيعي وسهل استنشق الهواء ببطء عبر أنفك حتى اكتمال العدد لرقم أربعة، [تخيل أن الأكسجين يتم سحبه مباشرة من رئتيك إلى مخك].
4- أمسك عن التنفس حتى اكتمال العدد لرقم أربعة، [تخيل أن أي توترات تزول مع تنفسك].
5- كرر الخطوات من (3- 5) خمس مرات.- ثانياً: الاسترخاء:
1- ابدأ في التنفس بشكل طبيعي مرة أخرى عن طريق الأنف.
2- عندما يعود تنفسك إلى حالته الطبيعية دع نفسك تركز على النفس المنساب شهيقاً وزفيراً عن طريق أنفك، لا تعمد إلى استرخاء عن وعي تام، حاول الملاحظة في هدوء.- ثالثاً: التوكيدات الإيجابية:
1- كرر لنفسك العبارات التالية كل عبارة على حدة في تركيز وهدوء.
2- فكر في معنى كل عبارة لمدة دقيقة أو نحوها قبل الانتقال للعبارة الأخرى.
3- بعد التفكير في كل هذه العبارات كررها مرة واحدة بصوت مسموع، وهادئ وواضح.
4- فيما يلي هذه العبارات:• "إنني متعلم لا يشق له غبار ولله الحمد".• إنني اجتاز حالة التعلم المثلى بفضل الله.• "سوف أتعلم بسهولة وتعمق إن شاء الله".- إجادة مراحل التعلم الثلاثة:تتم عملية التعلم من خلال ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل التعلم، مرحلة أثناء التعلم، مرحلة بعد التعلم، وحتى تضاعف قدرتك على التعلم عليك أن تحسن إتمام كل مرحلة من مراحل التعلم.أولاً: مرحلة قبل التعلم:يعتبر الإعداد هو الشيء الرئيسي الذي عليك فعله قبل التعلم، فالإعداد يمثل (90%) من كل شيء، وعندما تقرر شركتك الاندماج في شركة واحدة فقد يستغرق توقيع خطاب الاتفاق دقائق معدودة، ولكن يسبق ذلك شهوراً وربما سنوات من الإعداد، وعندما قرر الأخوان رايت الطيران كان ذلك نتيجة إعداد طويل وشاق، وهناك ثلاث خطوات لإتمام مرحلة الإعداد لتعلم مجال معين:
1- مراجعة ما تعرفه سابقاً عن المجال الذي تريد أن تتعلمه: فمثلاً: إذا كنت تريد أن تحضر ماجستير في الإدارة راجع بداية ما تعرفه عن الإدارة من طرق، ووسائل، وأقسام، وأنواع... وهكذا.
2- تحديد الموضوعات التي تعتقد أنها أكثر أهمية للتعلم: وقد تضع هذه الموضوعات على هيئة أسئلة، فمثلاً: ضع سؤالاً مثل: "كيفية بناء روح فريق قوي في العمل؟" "كيفية تحضير العاملين...؟ وهكذا".
3- اسأل نفسك: هل من شيء أستطيع عمله مسبقاً لكي يساعدني في الاستفادة بدرجة كبيرة في التعلم: فمثلاً: من الممكن أن تحدد كتباً معينة نقرأها قبل بداية الماجستير، أو نحضر دورات معينة... وهكذا.ثانياً: مرحلة أثناء التعلم:إذ أن مفتاح الاكتساب الفوري للمعرفة يتمثل في الاندماج الفعلي والعاطفي الصادق أثناء الوقت الذي تقضيه في التعلم، ومن أنجح الوسائل التي تجعل التعلم مشوقاً وغير ممل طريقة: "طرح قضايا افتراضية أثناء التعلم"، ومعناها: أنك أثناء تعلمك تضع تخمينات ذكية، وافتراضات لما سيأتي من مواضيع في القراءة، وما سيؤول إليه الأمر الذي تقرأ عنه، فهذه الافتراضات تحافظ على التركيز بانتباه ودون سرحان، فنحن نشعر بالاستثارة عندما تتحقق تصوراتنا لما قرأناه، ولذا عند قراءتك لأي موضوع حاول أن تخمن النتائج التي سيصل إليها.ثالثاً: مرحلة بعد التعلم:أظهرت الأبحاث أن فترة قبل التجربة، وفترة بعد التجربة؛ يمكن أن تكون حاسمة في تحديد ما نحصل عليه من التجربة أكثر من أي شيء نفعله خلالها، وحتى نستفيد بأكبر قدر ممكن مما تعلمته عليك اتباع أسلوب "استثمار المعرفة"، وهو أسلوب يستند على أننا نقضي معظم أوقاتنا في التفكير حول الأشياء التي تثير في أنفسنا أعمق المشاعر، فهذا الأسلوب يعتمد على أن أكثر شيء تتعلمه وتتذكره هو الذي تفاعلت معه بعقلك، ووجدانك أثناء التعلم، ولذا فعندما تقرأ موضوعاً معيناً:
1- ابحث عن الحقائق والأرقام التي من الممكن أن تحقق بها نفعاً عظيماً لنفسك.
2- ابحث عن الأشياء التي وجدتها ممتعة وتبعث على التسلية.
3- اسأل نفسك: إذا كان هناك شيء قد أدهشك لأنه قد اتسم بالغباء والسخف.
4- اسأل نفسك: هل هناك شيء قد أثار غضبك أو جنونك.
5- اسأل نفسك: إذا كان قد قيل شيء أشعرك بأنك واقع تحت التهديد.وبعد أيها القارئ الكريم: ما عليك الآن سوى أن تبدأ في ممارسة تلك الاستراتيجيات المبسطة التي لا تكلفك الكثير من الجهد، ولكن مع وضعها في الفعل فلن يمر عليك أسبوع واحد -إن شاء الله- حتى تلمس بنفسك ذلك التقدم الهائل الذي سيحدث في قدرتك علي التعلم، وفقك الله.