الجمعة، 8 مارس 2013

النباتات الطبية والعطرية الباحثة روان البلم


النباتات الطبية والعطرية :
تعتبر النباتات الطبية والعطرية من المحاصيل غير التقليدية، استخدمها الإنسان على مر العصور فى أغراض شتى فتارة يستخدمها كتوابل عند طهى الأطعمة ، وأخرى كدواء ، وفى العصور الوسطى والحديثة ظهر جليا مدى أهمية النباتات الطبية والعطرية فى علاج الكثير من الأمراض التى تصيب الإنسان كما تدخل فى كثير من الصناعات الغذائية كمواد حافظة ، ومكسبات طعم وفاتحة شهية ، إضافة إلى الجديد منها يتم استهلاكه على هيئة مشروبات منشطة أو ملطفة

مفهوم النباتات الطبية والعطرية :-
تعريف النبات الطبي " بأنه كل شىء من أصل نباتى ويستعمل طبيا ً فهو نبات طبى " ويعرف النبات الطبي بأنه النبات الذى يحتوى على مادة أو مواد طبية قادرة على علاج مرض معين أو تقليلا ألإصابة به أو التى تحتوى على المواد الأولية المستخدمة فى تحضير المواد الطبية.
أما النبات العطري هو أي نبات يحتوى على زيت عطرى " زيت طيار" فى جزء منه يستخدم فى تحضير العطور" كما يوجد نباتات تحتوى على زيوت عطرية
وتستخدم في علاج بعض الأمراض وتسمى هذه النباتات الطبية والعطرية .
أهم مجالات استخدام النباتات الطبية والعطرية :-
تتعدد المجالات التى يمكن أن تستخدم فيها النباتات الطبية والعطرية ،وهذه المجالات هي :-
تحضير بعض الأدوية مثل أدوية تسكين ألام المفاصل والالتهابات الروماتزمية وأدوية ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وكمطهر.
إنتاج الزيوت الثابتة حيث تحتوى بذور بعض هذه النباتات على زيوت ثابتة تدخل فى تركيب بعض المستحضرات الطبية.
تجهيز الأغذية الخاصة بعلاج مرض تصلب الشرايين والذبحة الصدرية مثل زيت بذرة الهوهويا ، وعباد الشمس ، والكتان ، والخروع .
تحضير مستحضرات التجميل مثل مساحيق ، كريمات الشعر ، والصابون .
تستخدم فى صناعة الروائح والعطور ومن هذه النباتات الوردة ، والياسمين.
تصنيع المبيدات الحشرية وهى تعتمد على ما يوجد بالنباتات الطبية والعطرية من سموم قاتلة سواء للحشرات أو الفطريات من أمثاله هذه النباتات ( البيد ثرم ، والديرس ، والحناء والدخان)
1-
تستخدم كتوابل أو بهارات أو مشروبات أو مكسبات طعم أو رائحة.
التصنيفات المختلفة للنباتات الطبية والعطرية :-
تصنيف النباتات الطبية والعطرية إلى مجموعات ذات خصائص مشتركة أو مميزات أو مواصفات متشابهة وذلك بقصد سهولة التعرف على هذه المجموعات ودراسة جميع الخصائص التى تجمع هذه النباتات ويمكن تلخيصها فى ثلاث طرق وهى :-
أولا :- التصنيف المورفولوجى :-
حيث تصنف النباتات الطبية والعطرية تبعا للجزء المستخدم والذى يحتوى على المادة الفعالة / إلى :-
1-
نباتات تستعمل بأكملها :-
وهى النباتات التى تتواجد بها المواد الكيمائية الفعالة بالأجزاء النباتية المختلفة دون أن تميل للتركيز أو التجمع فى عضو نباتى محدد دون الأخر ، ومن أمثلتها " الصنور الأسود ، والونكا ، والشيخ الخرسانى ، والداتوره " .
2-
نباتات تستعمل أوراقها :-
وهى التي تحتوى على المواد الكيميائية الفعالة فى أوراقها ومن أمثلتها : الريحان ، والنعناع ، والصبار ، والشاى ، والحناء .
3-
نباتات تستعمل نوارتها أو أزهارها :-
وهى النباتات التى تتواجد موادها الفعالة سواء فى النوارة مثل :" البابونج ، والأقحوان"
أو توجد فى بتلات الأزهار كما فى الورد ، والياسمين ، والفل أو فى كأس الزهرة كما فى " الكركديه " أو مياسم الأزهار كما فى الزعفران.
4-
نباتات تستعمل ثمارها :-
وهى النباتات التى تحتوى على المواد الكيميائية الفعالة فى ثمارها " كالشطة ، والخلة ، والكراوية .
5-
نباتات تستعمل بذورها :-
وهى المواد التى تحتوى على المواد الكيميائية فى بذورها مثل "حبة البركة، والخردل ، والكاكاو ، والبن ، والخروع ، وعباد الشمس" .

6-
نباتات يستعمل قلفها:-
مثل القرفة ، والصفصاف ، والحور ، وأبو فروة .
7-
نباتات تستعمل أجزاؤها الأرضية :-
وهى قد تكون سيقان أرضية متحورة أو جذور وتدية أو جذور متدرنة وتوجد بها المواد الكيميائية الفعالة مثل : المغات ، و الجبوفيلا ، وعرق الحلاوة ، والعرقسوس ، ودرنات السحلب وغيرها.
ثانيا:- التصنيف الفسيولوجى أو العلاجى:-
وتصنف فيها النباتات تبعا لطبيعة العلاج أو الفائدة التى يمكن أن تجنى من استخدام هذه النباتات إلى :-
1-
نباتات مسهلة أو ملينة :-
مثل السيناميكى ، والخروع ، والعرقسوس .
2-
نباتات مسكنة أو مخدرة :-
مثل الصفصاف ( مسكن ) ، والخشخاش
3-
نباتات مانعة لتهتك الأوعية الدموية الشعرية :-
مثل الموالح ، والحنطة السوداء .
4-
نباتات منشطة للقلب :-
مثل الدفلة ، وبصل العنصل الأبيض، والديجتالس
5-
نباتات مسببة للأحمرارت الموضعية :-
مثل نبات الخردل الأبيض والأسود ، والشطة السودانى.
ثالثا : - التصنيف التجاري:-
ويتم التصنيف تبعا لطبيعة المجال الذى تتبعه هذه النباتات تجاريا حيث تصنف إلى:-
1-
نباتات طبية :-
وهى النباتات التي تتداول تجاريا بقصد استخدامها فى مجال تصنيع الأدوية ومنها : الداتورة ، والنعناع ، والبردقوش ، والخلة الشيطانى .
2-
نباتات التوابل والبهارات ومكسبات الطعم والنكهة والمكونات الطبيعية :-
وهى التى تستخدم لأغراض غذائية ومنها حبة البركة ، وجوز الطيب ، الكمون .
3-
نباتات عطرية :-
وهى مجموعة النباتات التى تحتوى فى جزء كبير أو أكثر من أعضائها النباتية على زيوت عطرية طيارة يمكن استخدامها فى صناعة الروائح ومستحضرات التجميل وهى تجارة مثل الياسمين والورد ، والريحان.
4-
نباتات مقاومة للحشرات :-
وهى النباتات التى تستخدم فى صورتها الطبيعية أو مستخلصاتها فى مقاومة وابادة الحشرات مثل : البيثرم ، والد يرس.
5-
نباتات تستخدم فى صنع المشروبات :-
مثل : الشاى ، والبن ، الكاكاو ، والكولا ، والمغات ، والسحلب ، البابونج ، والتمر هندى ، والنعناع ، الكركريه .
أهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية :-
النباتات الطبية والعطرية لها سوق عالمى ضخمة حيث بلغ قيمة الصادرات لأكبر 20دولة 609.9 مليون دولار أمريكى وهو ما يمثل 80.23 % من إجمالى الصادرات العالمية عام 2001م .
ومن أهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية على مستوى العالم هى :- الصين - الهندفرنسا – الولايات المتحدة الأمريكية – سنغافورة – شيلى .
وأهم الدول المصدرة للنباتات الطبية والعطرية فى الشرق الأوسط : مصر ، وإيران ، سوريا ، المغرب ، وتونس ، وأهم هذه الدول جمهورية مصر العربية ، حيث احتلت مصر المركز الحادى عشر بين دول العالم ، بحصة سوقية 2.33 % من إجمالى الصادرات العالمية ولذلك سوف يتم تناول واقع النباتات الطبية
والعطرية بشئ من التفاصيل فى مصر فى الجزء التابع.
ثانيا ً : النباتات الطبية والعطرية فى مصر :-
تعرف المصري قديما ً على الكثير من النباتات والأعشاب الطبيعية التى تنمو بريا ً فى بيئة مترامية الأطراف ، حيث وجد أن العديد منها قد يفيد فى الغذاء والبعض الأخر يصلح كدواء ، والى جانب ذلك استدل المصرى الأول على الكثير من النباتات العطرية ذات الرائحة الذكية ، وتعرف على خصائصها واستفاد من فوائدها فى تعطر الجسد بالرائحة الذكية وطرد الروائح الشريرة وعلى مر العصور وتعاقبها وتقدم الحضارات وازدهارها انتشرت تجارة التوابل والمحسنات والعطور امتد نطاق استخدامها واتسع تداولها فى الشرق والغرب مما ساعد على تدوين وتسجيل منافعها وفوائدها ، والدليل على ذلك ما وجد مسجلا على البرديات وفى المعابد التى اكتشفت حديثا ً، إضافة إلى بعض زجاجات العطور التى عثر عليها ضمن أدوات الزينة فى القبور الخاصة بقدماء المصريين. وفى العصر الحديث اتسع نطاق استخدامها حيث تستخدم بطريقة مباشرة أو بعد استخراج موادها الفعالة فى الصناعات الغذائية وصناعة الأدوية والعطور والصابون ومستحضرات التجميل
مقومات إنتاج النباتات الطبية والعطرية :-
تتوفر في مصر الكثير من المقومات التى تساعد على ازدهار زراعة النباتات العطرية فيها ، لعل أهم هذه المقومات ما يلى :-
1-
المناخ المناسب وتوفير أشعة الشمس على مدار العام ، وبذلك يمكن إنتاج هذه النباتات فى الوقت الذى يغطى فيه الجليد أوروبا وغيرها من البلاد.
2-
توفر الأيدى العاملة الماهرة والمدربة على عمليات الزراعة والجمع والتسويق .
3-
توافر أنواع مختلفة من التربة المناسبة لزراعة عدد وفير من النباتات الطبية والعطرية، مثل الأراضى الطينية الثقيلة و الرملية الخفيفة والصفراء والجليدية وغيرها.
4-
توفر مساحات شاسعة من الأراضى المستصلحة أو القابلة الاستصلاح رخيصة الثمن يمكن استغلالها فى مجال إنتاج النباتات الطبية والعطرية.
5-
تمتد رقعة البلاد إلى مسافات شاسعة من ساحل البحر والأبيض المتوسط المعتدل المناخ شاملا إلى حدود السودان الحار المناخ جنوبا ً مما يعطى مجالا ً كبيرا ً فى إختيار النباتات الملائمة لكل مناخ.
6-
توفر عدد من النباتات الطبية والعطرية التى تنمو بريا ً ولها أسواق فى الداخل والخارج مثل : السكران المصرى ، بصل العنصل ، الخلة البلدى ، الحنظل والعرقسوس.
الأهمية الطبية للنباتات الطبية والعطرية :-
تحتل النباتات الطبية والعطرية فى الوقت الحاضر مكانة كبيرة فى الإنتاج الزراعى المصرى ، وهى تلقى عناية بالغة فى كثير من الدول المنتجة لها والنباتات الطبية النباتية أومصدر المواد الفعالة التى تدخل فى تحضير الدواء على شكل خلاصات أو مواد فعالة أوتستعمل كمادة خام لإنتاج بعض المركبات الكيميائية التى تعتبر النواة للتخليق الكيميائى لبعض المواد الدوائية الهامة كمادة الكورتيزون وهرمونات الجنس وبديل بلازما الدم وغيرها
ولذلك فان النباتات الطبية والعطرية تعتبر من أهم المواد الإستراتيجية فى صناعة الدواء ، وبالتالى زيادة الحاجة إلى كميات كثيرة منها فى الصناعة .
ومن العوامل التى أدت إلى زيادة الإهتمام بزراعة النباتات الطبية والعطرية واستخدامها فى علاج الأمراض فى الفترة الأخيرة ما يلى :
أولا : - زوال الاعتقاد الذى ساد فى وقت من الأوقات بإمكانية الاستغناء عن النباتات الطبية والعطرية كمصدر طبيعى لصناعة الدواء واستبدالها بالمواد الفعالة المختلفة بالعمل ويرجع هذا إلى الأسباب الآتية:-
أ- أثبتت التجارب أن تأثير المادة الفعالة المختلفة معمليا ً لا تؤدى التأثير الفسيولوجى الذى تؤديه نفس المادة الفعالة المستخلصة من النباتات الطبية علما ً بأن المادة المختلفة معمليا ً تكون على درجة عالية من النقاوة .
ب – أثبتت التجارب أن المكونات الدوائية المخلقة معمليا ً لها تأثيرات جانبية كثيرة بجانب التأثير الطبى الاساسى الذى تستعمل من اجله ، وفى اغلب الأحيان تكون هذه التأثيرات ضاره وان لم تظهر أعراضها فى الفترة التى يستعمل فيها الدواء.
وتعرف هذه الأسباب إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أوجد فى النبات الواحد محتويات تذكره طبية كاملة من أكثر من مادة فعالة واحدة ، وان هذه المواد تعمل مع بعضها متعاونة فى علاج المرض وأن الحصول على بعضها فى حالة نقية واستعماله بمفرده هو الذى يؤدى قلة الفاعلية أو التأثيرات الجانبية الضارة
ثانيا ً :- بعد العدوان الثلاثى على جمهورية مصر العربية فى عام 1956 م و تأثرت حركة التجارة حدث نقص كبير فى الأدوية والمستحضرات الطبية حيث أن الواردات من الأدوية كانت تمثل حوالى 90 % من حاجة السوق المصرى، ولهذا كان لا بد من العمل على تشجيع الإنتاج المحلى من الأدوية معتمدا ً فى ذلك بدرجة كبيرة على المواد الخام من النباتات الطبية والعطرية .
ثالثا:- ينمو فى الوطن العربى كثير من النباتات الطبية المتنوعة إما صحراوية أو أعشاب برية تنتشر فى الحقول والمزارع والأودية وعلى امتداد الترع والقنوات ، وقد شجع هذا على جمعها والاستفادة منها فى مصانع الأدوية.
وأدت الحاجة إليها إلى تشجيع استزراعها واستزراع أصناف أخرى مثال ذلك نبات الخلة البلدى و الخلة الشيطانى الذى أصبح ما يجمع منها لان لا يكفى حاجة المصانع التى أصبحت تستوردها من الخارج بالعملة الصعبة
الأهمية الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية :-
تعتبر النباتات الطبية والعطرية فى مصر من المحاصيل غير التقليدية توفر جزء من حصيلة النقد الاجنبى لخزينة الدولة وتتوقف الأهمية الاقتصادية لتلك المحاصيل على العلاقة النسبية بين العائد الاقتصادى منها والعائد الاقتصادى من المحاصيل البديلة أو المنافسة لها على الوحدة من المواد الأرضية سواء بالنسبة للعائد المحلى أو العائد من حصيلة النقد الاجنبى فى الصادرات الزراعية.
فإذا قورن الربح الناتج من محصول فدان الطماطم الذى يصل إلى ما قيمته 3000 جنيه مصرى بالربح الناتج من زراعة فدان بابونج الذى يصل إلى 14000 جنيه مصرى ، يتضح لنا أهمية إنتاج النباتات الطبية والعطرية وتأثيرها فى مضاعفة الدخل القومي.
وقد بلغت المساحة المنزرعة نباتات طبية وعطرية فى عام 2001م 553040 فدان تقدير قيمتها النقدية 724.9 مليون جنيه مصرى ونحو0.97 % من قيمة الإنتاج الزراعي.
واحتلت مصر المركز الحادى عشر بين أهم الدول المصدرة للنباتـات الطبية والعطريـة بقيمة صادرات بلغت 17.7 مليـون دولار
أمريكي عام 2000 م ، وحصة تسويقه بلغت 2.33 % من إجمالى الصادرات العالمية لنفس العام .
مثلث الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية 0.43 % من إجمالى الصادرات المصرية عام 2001 م ، وبلغ عدد الأسواق التى تصدر إليها مصر النباتات الطبية والعطرية 25 سوق ، استحوذت اكبر25 سواق على 68.26 % من صادرات مصر من النباتات الطبية والعطرية ، وبلغت الأهمية بالنسبة للسوق الامريكى فى الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية بأهمية نسبية تصل إلى 22.56 % من إجمالى الصادرات المصرية .
وبلغ متوسط قيمة الطن من الصادرات المصرية من النباتات الطبية والعطرية على مستوى العشر دول الأوائل أعلى قيمة عام 2001 م بما يساوى 3088 دولار أمريكى للطن
أهمية النباتات المنزرعة فى مصر ومناطق زراعتها:-
تتركز المساحة المنزرعة من النباتات الطبية والعطرية فى أربعة محافظات هى المنيا ، أسيوط ، الفيوم ، وبنى سويف وتمثل المساحة المنزرعة فى هذه المحافظات الأربع حوالى 94.2 % من إجمالى المساحة من النباتات الطبية والعطرية فى الجمهورية ، وتمثل مساحة النباتات الطبية والعطرية المنزرعة فى محافظة المنيا 32.6 % من إجمالى المساحة المنزرعة نباتات طبية وعطرية على مستوى الجمهورية عام 2003 م
             جمع المادة العلميةالباحثة :روان البلم
                          الصف 2/2