Brain and organize information

نشرة تربوية رقم ( 1 )

الدماغ وتنظيم المعلومات

استهلال

التعلم وظيفة أساسية يقوم به دماغ الإنسان، ويتم التعلم بتغيير البنية المعرفية للدماغ،  حيث يقوم الدماغ بتنظيم نفسه مع كل خبرة وتنبيه  جديد.

وتتشكل الذاكرة بكيفية تساعد على توظيف تلك الخبرات واسترجاعها؛وهذا يعني أن المعلومات موضوعة في أماكنها المناسبة في الدماغ،  ولكي يتم تنشيط الذاكرة بسهولة لا بد لنا نحن المربين أن نفهم أسس هذه الخطوات، فقد يعطينا تبصرا مفيدا في كيفية تعلم الطلاب.

الدماغ وتنظيم المعلومات

يتعلم الفرد عندما يتفاعل مع البيئة ، فيكتسب منها المعلومات من خلال حواسه التي بدورها تحول المعلومات إلى نبضات كهروكيميائية تصل إلى الدماغ ، فيختار ما يعنيه ويهمل الباقي، وتحزن النبضات المنتقاة  (Selected) في تراكيب دماغية خاصة تسمى السجل الحسيSensory Register)).

 بعد ذلك ترسل النبضات المنتقاة إلى الذاكرة قصيرة الأمد حيث تخزن وفق نظام خاص قائم على التصنيف والترميز ، حيث تصنّف المعلومة في مجال معين ويعطى لها رمز معين ثم تخزن في المجال وفقاً لهذا الرمز حيث ترتبط بما فيه من معلومات .. ويمكن تشبيه عملية التصنيف والترميز والتخزين هذه ، بتصنيف الكتب وترميزها وحفظها في رفوف في المكتبة ، أو يمكن تشبيهها بعملية تصنيف وحفظ البضائع في السوبر ماركت.

هذا هو المنطق الذي يقوم عليه تنظيم المعرفة في الدماغ، وهو أن التجمع المنظم المترابط هو الأساس الذي تسير عليه عملية تخزين المعلومات في ذاكرة المتعلم، إذ أن ترابط المعلومات بشكل نظامي يبين أنواع العلاقات والترابطات بين المفاهيم المختلفة، وبهذه الطريقة نفسها تعمل ذاكرة المتعلم، كما أن هذه الطريقة هي التي تحث المتعلم على بناء روابط معرفية تربط بين المعلومات الجديدة المراد تعلمها من ناحية، والمعلومات المتعلمة سابقاً – من ناحية أخرى – مما يؤدى بالمتعلم إلى إعادة بناء بنيته المعرفية بسهولة لتضمين المعرفة الجديدة المتعلقة بها ومن ثم يمكنه الفهم والاستيعاب بطريقة هادفة ذات معنى.

نشرة تربوية( 2 )

دور المعلم في التعليم المنظم

تشير الدراسات المعرفية الحديثة إلى أن عقل المتعلم بناء منظّم ، تترتب المفاهيم في أبنيته المعرفية بشكل هرمي ، حيث تحتل الأفكار – الكبرى والمفاهيم العريضة Themes  رأس الهرم ومناطقه العليا ، وبالاتجاه نحو قاعدة الهرم ، تتدرج المفاهيم من الكبير إلى الصغير فالأصغر وهكذا …

وكذلك البناء المعرفي للطالب فهو نفسه بناء منظم من المفاهيم والأفكار ، ويمثل كل بناء منه وحدة تطور معرفي يَمثّل ما لدى الفرد من استعدادات وقابليات وخبرات يسميها جانبيه Gagne  الإمكانات  (Capabilities ) ويتفاعل المتعلم ويتعلم ويُنتج في ضوء هذه الإمكانات ..

وفي هذا الصدد يفترض أوسوبل في نظرية التعلم اللفظي ذي المعنى أن على المعلمين تقديم المادة التعليمية بصورة منظمة ومرتبة ومتتالية،ويشير إلى أن الطلاب يتعلمون عن طريق تنظيم المعلومات في نظامهم التسجيلي،وتسمّى عملية وضع  المفاهيم في قمة النظام بالتضمين.

لذا من المهم أن يستهدف التعليم تشكيل بناء معرفي صحيح  لدى المتعلم تتضح فيه العلاقة والروابط بين المفاهيم والحقائق والقضايا التي يمتلكها المتعلم،بالإضافة إلى  مساعدة المتعلمين على تطوير نموهم المعرفي  كي يصبحوا قادرين على إدراك بنية الموضوع الدراسي المعرفي المميز لتلك المادة أو الخبرة،وتتحدد أهداف التعليم ضمن هذا المجال فيما يلي:

1.     مساعدة المتعلم على تحقيق بنية معرفية (         Cognitive Structure) تتصف بالثبات والوضوح والتنظيم.

2.     تحقيق البنية المعرفية ذات الخصائص المميزة يسهم في تحويل المادة الدراسية إلى مادة تتضمن معانٍ ومفاهيم جديدة ودقيقة وواضحة وثابتة.

3.  يكون  التعلم ذا معنى إذا ماتم ربط المادة التعليمية بالخبرات السابقة للمتعلم،والمكونة من المفاهيم والأفكار ذات الروابط والعلاقات والتي تمهد بالتالي لظهور معان جديدة.

4.     إتاحة الفرصة أمام المتعلم لإيجاد روابط حقيقية وليست عشوائية بالمبادئ والمفاهيم ذات العلاقة والتي تم تكوينها مسبقا في البناء المعرفي.

5.     تسهيل مهمة نمو المفاهيم الوظيفية وإيضاح المفاهيم الغامضة وربطها ودمجها في البناء المعرفي للمتعلم

نشرة تربوية رقم ( 3 )

خريطة المفهوم ... فلسفتها وماهيتها

استهلال

القدرة على فهم الصور شيء أساسي وجوهري في مجتمع تدخل الصور إلى عقول أفراده في كل لحظة،فكّر  بالصور الراقية المعقدة التي يقذفنا بها التلفزيون يوميا،ولوحات الإعلانات،والمجلات،وشبكة الانترنت،ومع أهمية أن يكون لدى طلابنا قدرة على فك محتوى النصوص،فإنه من المهم جدا أن يطور طلابنا ثقافة بصرية تتمثل في القدرة على الإحساس بالصور المعقدة،وأن يستخدموا هذه الثقافة بمهارة لنقل – ترجمة – الرسائل.

يتأثر الطلاب حاليا إلى حد كبير بالصور في بيئتهم، فالمطاعم الجاهزة والفرق الرياضية ومنتجو السيارات قد استفادوا من توظيف الإدراك البصري في علامات أسماءهم التجارية.

هذا التأثير يمتد إلى قاعة الدروس حيث يصنف كثير من الطلاب كمتعلمين بصريين، يتعلمون بشكل أفضل عندما تقدم لهم المفاهيم بشكل صور أو بشكل تخطيطي.

فلسفة خريطة المفهوم

عقل المتعلم بناء معرفي منظم ،يتكون من أبنية  معرفية منظمة من المفاهيم والأفكار الكبرى   ترتب  في هذه الأبنية بشكل هرمي ، حيث تحتل الأفكار الكبرى والمفاهيم العريضة ( Themes ) رأس الهرم ومناطقه العليا ، وبالنزول إلى قاعدة الهرم تتدرج المفاهيم من الكبير إلى الصغير فالأصغر ، ويمثل كل بناء منها وحدة تطور معرفي تبرز ما لدى المتعلم من  استعدادات وقابليات وخبرات وأفكار، يسميها جانييه الإمكانات Capabilities. ويتفاعل الفرد ويتعلم ويُنتج  في ضوء هذه الإمكانات.

وتتأثر قدرة الطالب على تعلّم المفاهيم الجديدة بشكل كبير على المفاهيم التي تعلّمها مسبقا والتي تكون ذات علاقة بالمفهوم الجديد، ويجب أن ترتبط المعرفة الجديدة بالسابقة حتى تكون ذات معنى، وهذا يتطلب أيضا خلو المعرفة الجديدة والقديمة وهذا يتطلب أيضا خلو المعرفة الجديدة والقديمة من الأفهام الخاطئة التي إن وجدت فإنها ستشكّل مانعا لتكوين التعلم ذي المعنى.

عطفا على ما سبق فإن المتعلم بحاجة إلى أداة تتيح له الدعم والمساندة في حالة التعلم الجديد، و تعمل كاستراتيجية تعويضية عند حدوث أي قصور مفهومي أو الوقوع في أوجه من الفهم الخطأ، وكل ذلك يمكن توفيره بواسطة الخريطة المفهومية التي تعد استراتيجية ما وراء تعلمية تساعد المتعلم على تعلم كيف يتعلم بشكل صحيح وفاعل.

وتمثّل خريطة المفهوم منظماً تمهيدياً للتعلم و أداة تخطيط بصرية محسوسة يمكنا المتعلم من دمج المفاهيم الجديدة ضمن بنيته المعرفية من خلال نمط أو سياق يتواءم مع طبيعة عمل الدماغ الذي يصنع باستمرار ترتيبات (Arrangements )متسلسلة سريعة لاستخلاص أو لتكوين الأنماط، ويبدو أن هذه الرغبة لتكوين الأنماط تبدو شيئا فطريا في سلوك الإنسان نشاهدها في الأطفال والراشدين على حد سواء، وعلاوة على ما سبق يمكن النظر لخريطة المفهوم باعتبارها سلة من المعينات التي ينبغي إتقانها من قبل المعلمين والمتعلمين. وإذا عرفنا أنَّ 40 ٪ من المتعلمين يصنفون كمتعلمين بصريين، وأنَّ الرغبة في تكوين الأنماط المنظمة تبدو شيئا فطريا في سلوك الإنسان، وأنَّ الطلاب يتعلمون بشكل أفضل عندما تقدم لهم المفاهيم بشكل مخطط بصري منظم، تغدو خرائط المفهوم تقنية تربوية تعليمية تعلمية فاعلة وضرورية

نشرة تربوية ( 4)

بنية خريطة المفهوم وخصائصها

استهلال

يتعيّن في التعلم الحقيقي على كل فرد أن يكوّن معناه الخاص عن الأشياء، فالطلاب لا يريدون مزيدا من المضمون، بل يريدون معنى، وأحد الأشياء التي يقوم بها المدرس الجيّد هي فهم أهمية تكوين معنى وتوفير البيئة الضرورية التت تتضمن العناصر الضرورية لتكوين المعنى، وكل الممارسات أو الأساليب التي تؤكد على تكوين المعنى  تتناسب بشكل جيّد مع النظرية والممارسة الحالية للتعلّم البنائي، كما أن إتقان بناء خريطة المفهوم بشكل صحيح وفق خصائصها يعد أداة فاعلة ووظيفية في تكوين المعنى لدى المتعلمين.

خصائص خريطة المفهوم

-      هرمية ومنظمة:ينبغي أن تكون المفاهيم الأعم والأشمل في قمة الخريطة وتندرج تحتها المفاهيم الأكثر خصوصية والأقل شمولية،حيث أن من المعروف أن التعلم ذي المعنى يسير بيسر وسهولة،ويكون أكثر ثباتا عندما توضع المفاهيم الجديدة أو معاني المفهوم تحت مفاهيم أوسع وأشمل .

- مترابطة ومفسّرة: تعد كلمات وخطوط أو أسهم الربط بين المفاهيم جانبا أساسيا في بناء الخريطة،ويؤخذ في الاعتبار أنه يمكن أن يكون هناك أكثر من طريقة ربط صحيحة،فغالبا ما توجد أكثر من طريقة تكون كلها صحيحة بالتساوي في ربط المفاهيم،ولكن لكل طريقة إيحاء مختلف،وتوفر كلمات وخطوط أو أسهم الربط ملاحظة دقيقة لظلال المعنى التي يمتلكها الطالب بالنسبة للمفاهيم المتضمنة في خريطته،وتساهم في الكشف عن التنظيم المعرفي لدى المتعلم.

- تكاملية: تعد النظرة التكاملية في بناء الخريطة المفهومية ركنا هاما ترتكز عليه فلسفة ووظيفة خريطة المفهوم، ذلك أن هذه النظرة التكاملية هي التي تستجلي عمق  أو سطحية الفهم لدى المتعلم، ومن خلالها يمكن اكتشاف العلاقات الخطأ التي كوّنها المتعلم عن المعرفة، ومن جهة أخرى يعد الوصول إلى صورة تكاملية من نسج المتعلم جهدا إبداعيا يمكن توظيفه في تحسين التعلّم وتعميقه.

- مفاهيمية: لقد عرفت المفاهيم  بأنها نتاجات عمليات العلم وهي لبناته التي يبنى منها وهي أساس المعرفـة الني يطبقها التكنولوجيون وهي نتاجات تربويــة مرغوبة للعديد من التربويين وأهل العلم، وهي مهمة لأنها اللبنات التي تبنى منها المعرفة العلمية وهي نسيج العلم ولحمته وهي أداة بيد مالكها تؤهله لمواكبة التقدم العلمي المستقبلي ، وان تطوير بناء مفاهيمي لدى الفرد ضروري لمساعدته في إدارة كميات المعلومات التي لديه والتفكير في العلاقات التي بينها، مما سيوفر له فرضيات عديدة لاختبارها(Bruce:1996:373 ). 

بنية خريطة المفهوم وخصائصها

-   تعد سمة الهرمية في الخرائط المفاهيمية سمة جوهرية في الدلالة على جودة الخريطة ومدى فهم من أنتجها للمفاهيم المكونة لها. تعني الهرمية أن المفاهيم أو القضايا الأكثر شمولا تأتي في قمة الخريطة وتعلو على المفاهيم والقضايا الأقل شمولا والأكثر خصوصية، ولكن في نفس الوقت يجب أن نعلم أنه ليس هناك خريطة مفهومية واحدة صحيحة لموضوع ما، وعليه فإن تقرير الهرمية يحدد في ضوء العلاقات التي يلاحظها معد الخريطة بين المفاهيم المستهدفة بالتعلم.

-   وتدل الهرمية على تمايز المفاهيم واختلافها، فالمعنى الذي لدينا لمفهوم ما لا يعتمد فقط على عدد العلاقات ذات الصلة التي ندركها، بل يعتمد كذلك على هرمية هذه العلاقات ضمن أطرنا المفاهيمية في أبنيتنا العقلية.

-   إن تحديد مستويات الهرمية في الخريطة يتطلب تفكيرا معرفيا نشطا وفعالا، يعمل على مكاملة المفاهيم بشكل سليم مع أطرهم المفاهيمية الموجودة لديهم، ويقود ذلك إلى التعلم ذي المعنى. وبناء الخريطة المفهومية يتطلب هذا النوع من التكامل المناسب بين المفاهيم ويقود إليه.

-   ويتيح البناء الهرمي للخريطة أن تندمج بعد ذلك مع خرائط مماثلة في خرائط أعم وأشمل لتحقيق بنية مفهومية أكبر لموضوع ما، كما أن التكوين الهرمي يتيح سهولة تقويمها ، لأن مستويات خريطة المفهوم يمكن تمييزها بسهولة وبالتالي يتمكن المعلم من تقدير مدى عمق الفهم وتكامل البنية المفاهيمية لدى الطالب الذي بنى الخريطة.

-   وتشير (و قد يكون من المناسب عدم تقييد الطلاب في بناء خرائط هرمية بشكل دائم، بل يجب السماح لهم برسم خرائط تتصف بالمرونة وتتيح لهم فرصا للإبداع Bolte 1999)، ويؤيد (Novak & Gowin) هذا التوجّه إذا كان الهدف تحقيق أغراض تعليمية جزئية تتطلب صناعة خريطة مرنة بحيث يبنى الطلاب خرائط جديدة تبرز علاقات جديدة بين المفاهيم، مع مراعاة المحافظة على العلاقات ذات المعنى بينها.

نشرة تربوية( 5)

مراحل بناء خريطة المفهوم

1.     مرحلة العصف الذهني

-        ضع قائمة بكل المفاهيم والتعابير التي لها علاقة بالموضوع المحدد

-        لا تنزعج من كثرة المفاهيم فالأهمية النسبية للمفاهيم والعلاقات لا تتضح في هذه المرحلة.

-        الهدف في هذه المرحلة هو توليد أكبر قائمة محتملة من المفاهيم.

2.     مرحلة التنظيم

-        انشر المفاهيم على منضدة أو سبورة حتى تمكن قراءتها بشكل سهل.

-        اصنع مجموعات رئيسية وفرعية مترابطة من المفاهيم، وحاول أن تجمع ما يؤكد التصنيفات التي عملتها.

-        حدد تعابير تمثّل فئات أعلى وأضفها.

-        خذ حريتك في إعادة الترتيب ثانية،ويمكنك إعادة أشياء حذفتها أو أهملتها في البداية.

-        بعض المفاهيم ستسقط في عمليات التجميع والتصنيف المتعددة، لكنها قد تصبح مهمة في مرحلة الربط.

3.     مرحلة التصميم

-        اقترح تعابير تمثّل فهمك الكلي للعلاقات الداخلية والارتباطات بين المجموعات

-        ضع تدرجا يضع المفاهيم الأكثر عمومية في القمة ( أو في المركز) والمفاهيم الأصغر في المجموعات الأقل عمومية؛ قربها إلى بعضها لتسهل ملاحظة العلاقات بينها.

-        فكّر في تعابير مكونة من جمل بسيطة تظهر العلاقات بين المفاهيم.

-        كن حرا في إعادة ترتيب الأشياء في أي وقت خلال هذه المرحلة

-        لا تتوقع مطلقا (ولا تحرص )أن يكون تصميمك متطابقا مع المجموعات الأخرى.

4.     مرحلة الربط

-        استخدم الخطوط أو الأسهم للتوصيل وعرض العلاقة بين المفاهيم الموصّلة.

-        اكتب كلمة أو عبارة قصيرة بجوار كل سهم لتحديد العلاقة.

-        يمكن إبراز بعض الأسهم بشكل أو لون مختلف إذا كانت تمثّل علاقات مهمة.

5.     مرحلة المراجعة

-        ركّز على فحص مسوّدة خريطة المفهوم.

-        أعد ترتيب المقاطع مع التركيز على التنظيم والمظهر.

-        أزل أو ادمج البنود ابتغاء البساطة.

-        يمكنك إضافة ألوان أو خطوطا مختلفة تدل على درجة الأهمية.

-        ناقش أي بند عندما يكون هناك خلاف في وجهات النظر.

6.     مرحلة الصياغة النهائية

·       بعد موافقة مجموعتك على المقترح أبعد الشفافية ثم اعرض شفافية أخرى تحمل الرسم الآتي:

إرشادات عامة لبناء خرائط المفهوم

1.              حدد المعلومات التي ستضعها في الخريطة المفهومية.

2.              لاحظ بعناية الفكرة الرئيسة والأفكار الفرعية المنبثقة عنها.

3.              تصور العلاقات بين الأفكار.

4.              اختر نوع التصميم المناسب للخريطة التي سترسمها.

5.              ارسم وضع على الرسم المعلومات والمفاهيم التي تريدها.

6.               استخدم خطوطاً أو أسهم أو كلمات لتربط بين المفاهيم بحيث تبرز العلاقات التي بينها بوضوح.

ويوضح المخطط التالي خطوات بناء خريطة مفهومية لنص:

ولتسهيل اكتساب مهارات بناء خريطة المفهوم، يمكن تقديم نص للطالب والطلب منه استخلاص المفاهيم التي فيه وبناء خريطة مفهومية لها، فهذا يسهّل عليه اكتشاف العلاقات بدون بذل جهد كبير ، مما يوفر له الفرصة لتوجيه جهده في تكنيكات بناء الخريطة .

 بناء خريطة المفهوم

ستكون عملية بناء خرائط المفهوم شيئا جديدا على الطلاب؛ لذا ينبغي أن يتم تقديمها لهم بشكل تدريجي لكي يتمكنوا من استيعابها، ويمكن أن يقدم لهم في البداية مفاهيم بسيطة جدا تكون العلاقات بينها واضحة، ويفضل أن تقدم لهم المفاهيم على شكل رسوم أو صور أو أشكال يمكن للطالب الربط بينها بسهولة، وبذلك يتهيأ الطلاب لفكرة خريطة المفهوم ، وقد تعرض عليهم المفاهيم أو الأحداث بشكل مباشر،، كما ينبغي عدم توقّع تفاوت قدرات الطلاب في استيعابهم للمراد بخرائط المفهوم، ولكيفية اختيار تصميم معيّن يعتبر قالبا لخريطة المفهوم.

ويمكنك – عزيزي المعلم- الاستعانة بالإرشادات الآتية لمساعدة الطلاب في بناء الخرائط المفهومية:

1.     ناقش مع الطلاب معنى الخرائط المفاهيمية وكيفية استخدامها.

2.     اعرض على الطلاب أمثلة مشابهة وأخرى غير مشابهة للخرائط المفاهيمية.

3.     استخدم خرائط مفاهيمية مكتملة لتدريس موضوع ما،أو أكملها أثناء الدرس.

4.     اجعل الطلاب يساعدونك في تعبئة خريطة مفهوم فارغة باستخدام جهاز العرض فوق الرأسي.

5.  أعط الطلاب الفرصة لإكمال خريطة مفهوم ناقصة،وقم بإكمال نفس الخريطة على جهاز العرض من خلال إجابات الطلاب، ويمكن أن يعمل الطلاب فرادى أو في مجموعات.

6.     أعط الطلاب خريطة مفهوم فارغة ليكملوها ويمكن أن يعمل الطلاب فرادى أو في مجموعات.

7.     أعط الطلاب فرصة لعمل خريطة مفهوم من أفكارهم وبصيغتهم الخاص،ويمكن أن يعملوا فرادى أو في مجموعات.

8.     اجعل الطلاب يعرضون خرائط المفاهيم التي بنوها في الصف ،واجعلهم يبررون لماذا اختاروا هذه الصيغة بالذات دون غيرها.

نشرة تربوية( 6  )

تقديم خريطة المفهوم لطلاب المرحلة الابتدائية

إن من غير المنطقي معاملة جميع الطلاب بنفس التعليمات عند بناء خرائط المفهوم، لذا يجب أن تخص كل مرحلة دراسية بتعليمات مناسبة تنسجم مع أعمار الطلاب ومدركاتهم في تلك المرحلة، وبالإضافة للتعليمات يمكن تدريب طلاب المرحلة الابتدائية بشكل تدريجي على خرائط المفهوم، ويكون الهدف في البداية تكوين ألفة لديهم بشكل الخرائط المفهومية، وبشكل مبدئي يمكن أن تبدأ الخريطة المفهومية بسيطة ومن خلال الصور مثلا: الجمل " مفهوم رئيس " يعيش في " كلمة رابطة " الصحراء " مفهوم فرعي"والمخطط أدناه يمثّل خريطة مفهوم بسيطة جدا في المرحلة الابتدائية.

عزيزي المتدرب، نقترح عليك الخطوات الآتية لتقديم خريطة المفهوم في المرحلة الابتدائية:

1.  جهّز قائمة من عشر أو اثنتي عشرة كلمة من مفاهيم تكون ذات صلة ببعضها ومألوفة للطلاب، ورتبها من الأكثر عمومية إلى الأقل عمومية" مثل نبات، ساق، جذر،أوراق،شمس،زهور،ماء،هواء".

2.  ارسم جزءاً من خريطة مفهوم على السبورة أو جهاز العرض، وقدمها على أنها لعبة قائلا: سنتعلم الآن أن نلعب مع هذه الكلمات، وتسمى هذه اللعبة " رسم خريطة المفهوم".

3.     أبعد الشفافية ثم اعرض شفافية أخرى تحمل الرسم الآتي:

4.     أطلب من الطلاب تعبئة الفراغات في الخريطة.

5.     يمكن أن تقدم أيضا شفافية ثالثة، يظهر فيها امتدادات أخرى للمفاهيم؛ بعضها مكتوب وبعضها غير مكتوب، واطلب من الطلاب تعبئة الفراغات.

6.     أطلب من الطلاب أن يشاركوك في ترديد بعض الجمل القصيرة المعروضة على الخريطة.

7.     أثر حماس الطلاب لإضافة مفاهيم أخرى إلى الخريطة، مثل: ماء، تربة، جزر، ...

8.     حاول أن يشارك الطلاب في اقتراح كلمات رابطة على المفاهيم المضافة.

9.     أطلب من الطلاب كمجموعات أن ينقلوا الخريطة على أوراقهم ويضيفوا إليها مفاهيم أخرى.

10. أعط الطلاب  قوائم  كلمات رابطة وأطلب منهم كمجموعات أن يبنوا خرائطهم الخاصة مستعينين بها .

11. علّق الخرائط على السبورة وأطلب من كل مجموعة أن يحكوا قصة خريطتهم، وتجنب نقد الخرائط وركّز على جوانبها الإيجابية.

12. أعد مرة أخرى مشاركتهم في بناء خريطة ولتكن هذه المرة لقصة قصيرة بسيطة ومتسلسلة.

13. يمكن أن تعلق خرائط المفهوم الجيدة على جدران حجرة الصف لتشجيع الطلاب.

14. أطلب من الطلاب بناء خريطة مفهوم لقصة يعرفونها أو من خيالهم، وأعرضها على السبورة، وأجعلهم يحكونها لزملائهم.

15. كلِّف الطلاب أنشطة بيتية لبناء خرائط المفهوم لقصة أو حدث يختارونه، أو مفهوم مألوف مثل النبات، وسائط النقل، الماء، الهواء...الخ

16. يمكن تكوين ملفات لكل طالب يحفظ فيها خرائط المفهوم الخاصة به، ولكي يستفيد الطلاب من أعمال زملائهم أتح الفرصة أمامهم لتبادل الملفات ودراستها.

1.     أعرض على شفافية الخريطة المفهومية المبينة بأعلاه وهي لمفهوم الجمل.

2.     وزع الطلاب في مجموعات واطلب منهم أن ينقلوا الخريطة على أوراقهم ويضيفوا إليها مفاهيم أخرى.

3.     علّق الخرائط التي عملتها المجموعات على السبورة وأطلب من كل مجموعة أن تحكي قصة خريطتها، وتجنب نقد الخرائط وركّز على جوانبها الإيجابية.

4.     أعد مرة أخرى مشاركة الطلاب في بناء خريطة جديدة ولتكن بالأسلوب السابق نفسه لتعزز تعلم الطلاب.

5.     يمكن أن تعلق خرائط المفهوم الجيدة على جدران حجرة الصف لتشجيع الطلاب، و أطلب منهم أن يشرحوا خرائطهم لزملائهم.

6.     أطلب من الطلاب بناء خريطة مفهوم لقصة يعرفونها أو من خيالهم، وأعرضها على السبورة، وأجعلهم يعرضونها لزملائهم.

7.     كلِّف الطلاب بأنشطة بيتية لبناء خرائط المفهوم لقصة أو حدث يختارونه.

8.     يمكن تكوين ملفات لكل منهم يحفظ بها خرائط المفهوم الخاصة به، ويتبادلونها فيما بينهم.

9.     ينصح أن تطلب من الطلاب – في البدايات - أن يبنوا خرائط مفهومية لأشياء مألوفة، وأن تقدم لهم قائمة بالكلمات أو المفاهيم الناقصة، وقد تقدم له بدل الكلمات رسوما أو صورا مما قد ييسّر عليهم بناء الخريطة بشك أسرع.

نشرة تربوية( 7 )

تقديم خريطة المفهوم في المرحلتين المتوسطة والثانوية

تعتمد الطريقة التي يساعد بها المعلم طلابه على بناء خرائط المفاهيم على عدة عوامل منها:

·       مستوى نضج الطلاب وخبراتهم السابقة.

·       المستوى الدراسي للطلاب.

·       مستوى المفهوم وطبيعته.

ويفترض في المعلم أن ينوع في المداخل التي يستخدمها لمساعدة طلابه في تعلم كيفية بناء الخريطة المفهومية، وفيما يأتي بعض الطرق أو المداخل التي نقترحها لك عزيزي المتدرب:

‌أ )        المدخل الأول:

1.     قدم للطلاب خريطة برسم كامل وتتضمن بعض المفاهيم المفقودة، ولكن معبّر عنها بصور أو رسوم.

2.    أطلب من الطلاب إعادة بناء الخريطة والتعبير عن الصور والرسوم بالمفاهيم التي تمثلها(انظر خريطة وسائط النقل).

‌ب )      المدخل الثاني:

قدم للطلاب خريطة مفاهيمية كاملة فيها عدد محدود من الفراغات، وقدم مع الخريطة قائمة بالمفاهيم المفقودة مضاف إليها مفهوم واحد لا ينتمي للخريطة، ثم أطلب من الطلاب إعادة بناء الخريطة باستخدام قائمة المفاهيم المعطاة لهم( انظر خريطة مفهوم طاقة الخلية، وخريطة مفهوم الأوراق)

‌ج )      المدخل الثالث:

المزاوجة بين المدخلين أ وَ ب.

‌د )        المدخل الرابع:

تقديم خريطة مفهومية كاملة يظهر فيها المفهوم الرئيس ومفهوم آخر يتفرع منه مباشرة أو مفهومان، وتُظهر الخريطة جميع الخطوط والأسهم مكتوبا عليها الحالة المعبرة عن العلاقة ( ما هية العلاقة أو نوع العلاقة أو وصف العلاقة أو الحالة)( انظر خريطة مفهوم الخلايا العصبية).

‌ه )       المدخل الخامس:

يقدم المعلم للطلاب مجموعة من المفاهيم ويطلب من الطلاب بناء خريطة مفهومية لها.

‌و )       المدخل السادس:

يقدم المعلم للطلاب مفهوما رئيسا ويطلب من الطلاب بناء خريطة مفهومية له، ويعمل المعلم من خلال هذا المدخل بعد أن تتحسن مهارات الطلاب في بناء الخرائط المفهومية وتتحسّن معرفتهم العلمية في موضوع الدرس.

نشرة تربوية( 8 )

خريطة المفهوم أداة للتفكير

استهلال

يلخص البعض جوهر عملية التفكير الابتكاري في ملاحظة العلاقات بين الأشياء،وهذا الابتكار هو الذي:

-        جعل آينشتاين يلحظ العلاقة بين الكتلة والطاقة.

-        ومكّن فارزيلي من استجلاء العلاقة بين الرياضيات والفن التشكيلي.

-        وأتاح لنيوتن اكتشاف قوانين الجاذبية والحركة.

ومما يشمله التفكير ؛ التصوّر والتخيّل والتذكر والفهم والتمييز والتعليل والاستنتاج، كما أن التعميم يقوم على إدراك العلاقات بين العام الخاص أو بين الموقف الحاضر والموقف المقبل، وكل ذلك توفّره خريطة المفهوم بفاعلية.

توظيف خريطة المفهوم في التفكير

في عملية التعلّم يتفاعل الطالب مع خبرات ومعلومات يدخلها إلى عقله على شكل  أجزاء صغيرة من المعلومات تشكل في مجموعها المعرفة العامة أو الفكرة أو المفهوم العريض الواسع،ولكي يتم التعامل مع هذه المعلومات بفاعلية يقوم الدماغ بترتيبها في أنساق أو أنماط ،وتؤكد (Jane Healy) أن هناك قناعة متزايدة بأن الأنماط هي مفتاح الذكاء،فتنميط المعلومات يعني في الحقيقة تنظيم وربط المعلومات الجديدة بكلاليب ذهنية تمَّ تطويرها مسبقا.

إن خريطة المفهوم أداة فاعلة تجعل المعاني والعلاقات أكثر حسية وبالتالي يسهل إدراكها،والاجتهاد في بناء المخططات المفاهيمية يؤدي إلى تمييز العلاقات والمعاني الجديدة،ويرى (Novak & Gowin ; 1984;P16) أن عملية تخطيط المفهوم تعد نشاطا خلاقا يمكن أن يساعد على تطوير الإبداع لدى المعلم والطالب،ويذكر ضمن هذا السياق أن التفكير التأملي عبارة عن عمل منظم يتضمن تصنيف المفاهيم وربطها وإبراز ما بينها من علاقات أو تحليلها واكتشاف علاقاتها، وبرسم خريطة المفهوم نقوم بعرض العلاقات وإبدائها للعيان، ويعيننا رسم خرائط المفهوم في حشد قدراتنا على التركيز وتعرف الأنماط في التصور والخيال وتسهيل التذكّر والتوجّه نحو الهدف الذي ينبغي التركيز عليه عند التفكير في موضوع ما، كما أن اشتراك التداعيات الذهنية والتمثيلات البصرية يعد مزيجا دافعا لعملية التفكير من حيث كمية الأفكار ونوعيتها.

وقد وجد (1980Hagen) أن الخرائط المفاهيمية  تشجّع التفكير التشعبي،فالطلاب يتعاملون مع المعلومات بشكل يتلاءم مع الخرائط المفاهيمية التي يرسمونها في ذاكرتهم أو واقعا على الورق،ويرون الارتباطات غالبا بطرق من ابتكارهم،وعندما يستخدمون الخرائط المفاهيمية   بصفة منتظمة يبدأ الطلاب بتصميم خرائطهم الخاصة بهم حول المفاهيم والموضوعات، ويعني ذلك أن الطلاب أصبحوا قادرين على بناء المعرفة بدلا من صمّها واسترجاعها.

ولكي تساعد الطلاب في التفكير تقدّم لهم خرائط مفهومية ناقصة وتطلب منهم أن يبرزوا أو يحددوا العلاقات بين مكوناتها أو يصفوا العلاقات والظروف التي تنشأ فيها.

نشرة تربوية( 9  )

خريطة المفهوم أداة لتخطيط التدريس

استهلال

يتذمّر المعلمون من إلزامهم بتخطيط الدروس بشكل يومي ودائم، كما أنهم يشككون في جدوى تخطيط الدروس ، وهذا يبرز الحاجة إلى إيجاد آليات أو استراتيجيات تعمل على تجديد أساليب تخطيط الدروس وفي نفس الوقت تزيد من فاعليتها وصولا إلى مزيد من رغبة المعلمين تجاه هذا الركن الأساسي في عملية التدريس.

وفي ذات الوقت ينبغي على المعنيين بالإشراف على المعلمين عدم التشبث باستراتيجيات محددة تؤطر المعلم وفق أسلوب أو استراتيجية معينة في التدريس، بل ينبغي منح المعلمين مزيدا  من المرونة التي تساهم في إنماء ثقتهم بالإشراف التعليمي وتفتح لهم آفاقا إبداعية تعمل على الارتقاء بطرائقهم واستيعابهم المعرفي،وهذا بلا شك سينقلب على مستويات المتعلمين بصورة إيجابية.

دعم تخطيط التدريس

يمكن استخدام الخرائط المفاهيمية في التخطيط من عدة جوانب،إذ يمكن استخدامها لتخطيط منهج دراسي كامل وذلك ببناء خريطة مفهومية لمحاور المنهج ومكوناته، أو في تحضير درس يومي بسيط، ولكن درجة عمومية المفاهيم المتضمنة في الخريطة تختلف باختلاف درجة عمومية الخطة ، فمن المنطقي أن المفاهيم التي تتضمنها خطة المنهج كاملا ستكون أكثر عمومية من المفاهيم التي تتضمنها خطة درس.

وفي التخطيط لدرس يومي يفترض أن يبني المعلم خريطة مفهومية لمفاهيم الدرس الواحد، وبشكل عام يمكن أن تدعم خريطة المفاهيم التخطيط  من الأوجه الآتية:

* تحديد المفاهيم الرئيسة التي يجب أن تستهدف في التدريس،وبالتالي تعطى ما تستحقه من الوقت والتقويم ولا تساوى بالمفاهيم الفرعية أو الأمثلة.

* استخدام الخرائط المفاهيمية يساعد المعلم في ردم الفجوة بين المفاهيم التي سيتعلمها الطالب، والمفاهيم التي يفترض أن يكون الطالب قد اكتسبها سابقا، حيث توضح للمعلم المتطلبات المعرفية السابقة اللازمة للتعلم.

* استخدام الروابط العرضية يعمل على توضيح فكرة تكامل المواد الدراسية بشكل مبسّط ،مما يجعل مادة الدرس أكثر وظيفية وثباتا.

* تساعد خريطة المفهوم المعلّم على التسلسل منطقيا في الخطة دون الوقوع في فجوات مفهومية يصعب على الطالب تجاوزها.

* ومما يجدر التنبيه إليه أن الخرائط المفاهيمية ليست بديلا للتخطيط العادي  بل تستخدم كأداة تنظيمية داعمة لتخطيط التدريس وزيادة فعاليته.

تنظيم تخطيط التدريس

يبدو أن عقولنا تعمل  فطرياً لتكوين خرائط مفاهيمية تربط بين المفهوم الرئيس والمفاهيم الأخرى التي ترتبط به ، وتربط بين هذه المفاهيم الفرعية نفسها مكونة نسيجاً  مفهومياً تمت حياكته بطريقة نظامية بالغة الدقة . تترتب المفاهيم في هذا النسيج بشكل تسلسلي هرمي بحيث تحتل المفاهيم الكبرى المناطق العليا في الهرم ، وتحتل المفاهيم الفرعية المناطق الدنيا . وعندما يقدّم المعلمون المادة التعليمية للطلاب  بشكل مفاهيمي تسلسلي هرمي فإن ذلك ينسجم مع طبيعة عقل المتعلم، وبالتالي يُسهّل عليه استيعاب المادة  الدراسية.

لكن يجب أن نوضح أن الخريطة المفاهيمية لا تقدم بالضرورة التتابع الصحيح لتسلسل المفاهيم  الملائم لجميع الطلاب في أثناء التدريس، وبالتالي فمن المناسب استخدام الخريطة المفهومية في رسم  صورة الموقف التعليمي وتسلسل الأفكار والمفاهيم في هذا الموقف وعند توظيف الألوان في مستويات الخرائط المفاهيمية يزداد وضوح الخريطة وترتفع قدرة الطلاب على تمييز المفاهيم المقصودة والعلاقات التي تربط بينها ، ويتسلسل الطالب مع المفاهيم منطقيا ( أي وفق معطيات ومتطلبات سيكولوجية التعلم  ) وإضافة لذلك  تعمل الألوان على تشويق الطلاب وزيادة دافعيتهم  للتعلم .

وفيما يلي خريطة مفاهيمية توضح الفكرة السابقة حول استخدام الخرائط المفاهيمية في تخطيط التدريس:

ويمكن للمعلّم أن يحدد سير الدرس وتسلسل شرح أو تقديم المادة عن طريق بناء خريطة مفهومية للموضوع تبدأ بالتسلسل أو الترابط المنطقي لمجموعة المفاهيم التي سيقدمها المعلم، ولتوضيح ذلك نبيّن كيف يرسم المعلم خريطة مفهومية لتدريس موضوع العناصر.

بالتمعن في  ( خريطة العناصر ) المبينة أعلاه ؛ نلاحظ أنه بإمكان المعلّم أن يتسلسل بالدرس كما هو مبيّن بالخريطة حيث يبدأ بتقديم المفاهيم من أعلى إلى أسفل، فهذا على سبيل المثال منحى، ويمكن أن يتسلسل بالدرس من أسفل الخريطة باتجاه الأعلى فيتكلم عن التوزيع الإلكتروني ، ومن ثم عدد الإلكترونات في المدار الأخير، ثم أنواع العناصر وفقا للتوزيع الإلكتروني.... وهكذا.

وما يجب التأكيد عليه أنه لا يوجد خريطة مفهومية واحدة لتسلسل الدرس، فكل معلم يمكن أن يقدم خريطة للمفهوم الذي سيدرّسه خاصة به وتختلف عن الخريطة التي يقدمها معلم آخر، وأكثر من ذلك فإن المعلم نفسه قد يغيّر أو يعدل الخريطة المفهومية من يوم لآخر، أو صف لآخر، وهذا هو المفروض فخبرات المعلم وخبرات الفئة المستهدفة من الموجهات والمحددات الرئيسة في بناء خريطة المفهوم المستهدف ، وهذا في حد ذاته شيء صحي يخدم عملية تخطيط الدروس .

نشرة تربوية(  10 )

فوائد استخدام خريطة المفهوم في التدريس

خريطة المفاهيم من الناحية النظرية تعبير عن الإطار المعرفي للفرد محتوىً وتنظيماً ، أي تمثل أو تعبر عن البنية المعرفية للفرد من حيث مكوناتها وما بين هذه المكونات من علاقات ، كما تبين أي المفاهيم متطلب أولي لتعلم مفهوم آخر أو مفاهيم أخرى وبالتالي فهي دليل ومرشد للمعلم على ما يجب أن يكون عليه تسلسل الخبرات في التصميم التدريسي.

وتشير البحوث إلى أنها تعد من بين أكثر الاستراتيجيات التعليمية فعالية للمزيد من الفهم والتحفيز  ، وتطوير المفردات ولتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الخلفية الثقافية المتعددة في المناطق ذات الكثافة السكانية.

وعلاوة على ما سبق تفيد خرائط المفهوم في الجوانب التالية:

-       تنظم مادة التعلم والتعليم

-       تكامل بين كميات كبيرة من المادة وتختزلها في مساحة محدودة يمكن متابعتها بصرياً وذهنياً .

-       تبرز صورة البنية المفاهيمية لموضوع معين والعلاقات الموجودة بين مكوناته بشكل يساعد الفرد المتعلم على الربط الواعي بينها .

-       تعمل كجسر بين الفجوات المفاهيمية الموجودة في البناء المعرفي للمتعلم .

-       تضيف  مفاهيم جديدة إلى ذهن المتعلم لم يكن يتصورها سابقاً .

-       تساعد المتعلم على مراجعة المادة الدراسية بشكل مركز ، مما سيساعده بالتالي على تأدية الاختبارات بشكل يساعد على نجاحه فيها.

-       تعمل عمل منظم تمهيدي ، يربط المعرفة الجديدة بالمعرفة المخزونة في عقل المتعلم.

-       الدور الرئيس للمعلم هو أن يعلم بشكل جيد وذلك بعرض البنية المفاهيمية لموضوع معين والعلاقات القائمة بين المفاهيم المكونة له ، ويتحقق التعلم الجيد إذا نجح المعلم في المواءمة بين البنية المفاهيمية للموضوع كما هي في العلم والبنية المفاهيمية لهذا الموضوع  كما هي موجودة في ذهن المتعلم .وعليه فإن توفر الخرائط المفاهيمية لهذه الأبنية يساعد المعلم على التعليم الجيد ويساعد المتعلم على التعلم الجيد أيضاً .

-       تشجع كلاً من المعلم  والمتعلم على تحليل المادة الدراسية بشكل مُفصل ودقيق مما سيعطي صورة واضحة للبناء العقلي للطالب في الموضوع المعني .

-       تقويم تحصيل المتعلمين بشكل حقيقي يوضح أين وصل المتعلم بالفعل،حيث تبين كمية المفاهيم لدى الشخص والعلاقات بينها ،وما إذا كانت هذه العلاقة صحيحة أو خاطئة،مع تبيين موضع الخطأ.

-       توضح الطريقة الصحيحة للتعلم ؛ذلك أن التعلم الفعال ذي المعنى يبدأ مما يعرفه المتعلم بالفعل،ثم يستكمل على النحو المطلوب،وهذا ما يقدح الإبداع لدى المتعلمين من خلال إنشاء روابط متينة غير تقليدية بين التعلم السابق واللاحق.

-       تفيد في بناء المناهج بناء تسلسليا صحيحا يتضح فيه بصورة منهجية المدى والتتابع للمفاهيم المراد تدريسها،كما يمكن أن يعطي امتدادا أفقيا لبناء التكامل مع حقول المعرفة الأخرى ذلك أن الخريطة تتسع لكل ما يمكن إضافته بل مع وضوح علاقات السبب والنتيجة ... أيا كانت علاقة الارتباط.كما تساهم في عزل المعلومات المهمة - ليتم التركيز عليها – عن المعلومات الأقل أهمية ،كما تدل على أي الأمثلة التي يجب الاستدلال بها على المفهوم.

-      تمثل تطويرا للتفكير من خلال تحسين إدماج الخبرة في ذهن المتعلم؛ذلك أن خرائط المفهوم توضح؛ كيف تبنى الخبرة..كيف يبنى عليها.. كيف يبنى منها.. علاقات مفردات الخبرة..   وهذا هو جوهر عملية التفكير التي نسعى للارتقاء بها.

-       تساعد خرائط المفاهيم المعلم في امتلاك بنية مفاهيمية متماسكة حول الموضع، مما يمكنه من التعامل والتصرف مع المعرفة بحذق ومهارة ، وتبسيطها واختيار استراتيجيات التعلم والوسائط التعليمية المناسبة لتعليم المتعلم بشكل يربط بين المعارف الجديدة والبنية المفاهيمية للموضوع الموجودة مسبقا في عقل المتعلم .

-      تنسجم خرائط المفاهيم مع منحى البنائية حيث يبني المتعلم نسخته الخاصة من المعرفة His Own Version Of Science.

-       تزيد من ثبات أمد التعلم من خلال صورة بصرية يتمثل فيها المحتوى التعليمي مما يعين المتعلم الإدماج الحسي الذي يوفر زيادة في التقاطعات الترابطية في الامتدادات العصبية في قشرة الدماغ مما يتحقق معه ثبات المحتوى التعليمي والبناء عليه والاشتقاق منه.وانظر 34

-       يستمتع الطلاب عند إنجاز خرائط المعرفة ويزداد ذلك إذا تم إنجازها من خلال التعلم التعاوني ،وتضح للطلاب مدى فهمهم وقدرتهم التعلمية وهذا ما يمنحهم قدرا من التأكيد العاطفي أنهم يمتلكون القدرة على أن يستخدموا هذه المعرفة الجديدة في سياقات جديدة.

-       تحقيق المعنى المشترك بين المعلم والمتعلم حيث تكشف لكل منهما ماذا لدى الآخر،ثم يتقدمان إلى الأمام بوعي وقصد.

-       تعد أدوات فعالة وبصورة ملحوظة لإظهار المفاهيم الخاطئة(misconceptions)؛إما من خلال معرفة معاني المفاهيم وبالتالي يتضح إدراك الخطأ،أو تحديد المفاهيم المفقودة التي سببت الفهم الخطأ،أو تحديد العلاقات الخاطئة التي سببت الفهم الخطأ.

-       يتم إعداد خرائط المفاهيم  من خلال حوار ومناقشة بين الطلاب مع بعضهم ،وبينهم وبين المعلم عبر ما يمكن تسميته بالتفاوض لدعم وجهات النظر ،ويمكن أن يتضمن ذلك حوارا وتبادلا ومشاركة وأحيانا تسوية مصالح،ومن المتفق عليه أنه لا يوجد خريطة مفاهيم واحدة صحيحة بل يمكن أن يحكم على خريطتين وثلاث وأربع خرائط أنها كلها صحيحة،وهذا ما يوفر قيما تتعلق بوجهات نظر الآخرين وتقبلها بصدر رحب.

-       تعد تدريبا على التفكير التأمّلي حيث تتضمن عملية بناء خرائط المفاهيم دفعا للمفاهيم وجذبا،وضما لبعضها البعض وتفريقا مرة أخرى،وينظر إلى ذلك كرياضة فكرية تشحذ أذهان المتعلمين.

-       تتضمن نشاطا إبداعيا،وتساهم في دعم الابتكار،فعند بناء خرائط المفاهيم يمكن تطوير علاقات مفاهيمية جديدة،وبالتالي معان جديدة – أو على الأقل معان لم تكن مدركة بصورة شعورية – وما هو الإبداع إلا صناعة الروابط بين المعاني.

إرشادات عامة لبناء خريطة المفهوم

1.    ناقش مع الطلاب معنى الخرائط المفاهيمية وكيف يستخدمونها.

2.    اعرض على الطلاب أمثلة مشابهة وغير مشابهة للخرائط المفاهيمية.

3.    استخدم خرائط مفاهيمية مكتملة لتدريس موضوع ما،أو أكملها أثناء الدرس.

4.     اجعل الطلاب يساعدونك في تعبئة خريطة مفهوم فارغة باستخدام جهاز العرض فوق الرأس.

5.    أعط الطلاب الفرصة لإكمال خريطة مفهوم ناقصة،وقم بإكمال نفس الخريطة على جهاز العرض من خلال إجابات الطلاب، ويمكن أن يعمل الطلاب فرادى أو في مجموعات.

6.     أعط الطلاب خريطة مفهوم فارغة ليكملوها ويمكن أن يعمل الطلاب فرادى أو في مجموعات.

7.    أعط الطلاب فرصة لعمل خريطة مفهوم من أفكارهم وبصيغتهم الخاص،ويمكن أن يعملوا فرادى أو في مجموعات.

8.    اجعل الطلاب يعرضون خرائط مفهومهم في الصف أو من خلال تقديم درس صغير،واجعلهم يبررون لماذا اختاروا هذه الصيغة.